بكثرة. وأصله أفضتم أنفسكم فحذف المفعول كما حذف في رفعت من البصرة و عرفات. جمع سمي به كأذرعات.
وانما نون وكسر، وفيه العلمية والتأنيث؟ لان تنوين الجمع، تنوين المقابلة، لا تنوين التمكين، ولذلك يجتمع مع اللام، وذهاب الكسرة، يتبع ذهاب التنوين من غير عوض لعدم الصرف، وهاهنا ليس كذلك، أو لان التأنيث إما أن يكون بالتاء المذكورة، وهي ليست تاء تأنيث، و إنما هي مع الألف التي قبلها علامة جمع المؤنث، أو بتاء مقدرة كما في سعاد، ولا يصح تقديرها لان المذكورة تمنعه من حيث أنها كالبدل لها لاختصاصها بالمؤنث كتاء بنت.
وإنما سمي الموقف عرفة لأنه نعث لإبراهيم عليه السلام فلما أبصره عرفه روي ذلك عن علي عليه السلام. أو لان جبرئيل كان يدور به في المشاعر، فلما أراه قال: قد عرفت. أو لان آدم وحواء التقيا فيه فتعارفا رواه أصحابنا أيضا (1)، أو لان الناس يتعارفون فيه (2).
وفي كتاب علل الشرايع: بإسناده إلى معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن عرفات، لم سمي عرفات؟ فقال: إن جبرئيل عليه السلام خرج بإبراهيم صلوات الله عليه يوم عرفة فلما زالت الشمس قال له جبرئيل (عليه السلام): اعترف بذنبك واعرف مناسكك، فسمي عرفات لقول جبرئيل عليه السلام: اعترف، فاعترف (3).
وفي الكافي باسناده إلى أبي بصير أنه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام يذكران أنه قال جبرئيل عليه السلام لإبراهيم عليه السلام: هذه عرفات فاعرف بها