تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٤٨٢
[- ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفت فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هديكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين (198) ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم (199)] وفي نهج البلاغة: أوصيكم عباد الله بتقوى الله التي هي الزاد وبها المعاذ (1).
واتقون يا أولي الألباب: فان قضية اللب خشية وتقوى.
حثهم على التقوى ثم أمرهم بأن يكون المقصود بها، هو الله، فيتبرؤوا عن كل شئ سواه، وهو مقتضى العقل العري عن شوائب الأوهام، فلذا خص اولي الألباب بهذا الخطاب.
ليس عليكم جناح أن تبتغوا: أن تطلبوا.
فضلا من ربكم: عطاء ورزقا منه، يريد به الربح في التجارة.
في مجمع البيان: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم، قيل: كانوا يتأثمون بالتجارة في الحج، فرفع سبحانه بهذا اللفظ الاثم عمن يتجر في الحج عن ابن عباس والمروي عن أئمتنا عليهم السلام، وقيل: لا جناح عليكم أن تطلبوا المغفرة من ربكم، رواه جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) (2).
فإذا أفضتم من عرفت: دفعتم منها بكثرة، من أفضت الماء، إذا صببته

(1) نهج البلاغة: ص 169، خطبة 114.
(2) مجمع البيان: ج 1 - 2، ص 295، ذيل الآية 198.
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»
الفهرست