تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٤١٦
[ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون (179) كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للولدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين (180) فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم (181)] علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: " فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم " فقال: هو الرجل يقبل الدية، أو يعفو ويصالح، ثم يعتدي فيقتل فله عذاب أليم، كما قال الله عز وجل (1).
ولكم في القصاص حياة: كلام في غاية الفصاحة والبلاغة، من حيث جعل الشئ محل ضده، وعرف القصاص ونكر الحياة، ليدل على أن في هذا الجنس من الحكم نوعا من الحياة عظيما.
(ولكم في القصاص) يحتمل أن يكونا خبرين ل‍ (حياة)، وأن يكون أحدهما خبرا والآخر صلة له، أو لها، لا من الضمير المستكن فيه.
وقرئ في القصص، أي فيما قص عليكم من حكم القتل، أو في القرآن حياة القلوب.
يا أولي الألباب: ذوي العقول الكاملة.
لعلكم تتقون: في المحافظة على القصاص والحكم به والاذعان له، أو

(١) الكافي: ج ٧، كتاب الديات، ص 358، باب الرجل يتصدق بالدية على القاتل. قطعة من حديث 1.
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»
الفهرست