والموفون بعهدهم إذا عهدوا: عطف على من آمن.
والصابرين في البأساء والضراء: نصب على المدح ولم يعطف لفضل الصبر على سائر الأعمال، وعن الأزهري: البأساء في الأموال كالفقر، والضراء في الأنفس كالمرض. (1) وفي عيون الأخبار: بإسناده إلى الحارث بن دلهاث - مولى الرضا (عليه السلام) - قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال، سنة من ربه وسنة من نبيه وسنة من وليه، إلى قوله: أما السنة من وليه فالصبر على البأساء والضراء، فإن الله تعالى يقول: " والصابرين في البأساء والضراء " (2).
وفي تفسير علي بن إبراهيم قوله: " والصابرين في البأساء والضراء " قال:
في الجوع والخوف والعطش والمرض (3).
وحين البأس: قال: عند القتل.
أولئك الذين صدقوا: في الدين واتباع الحق وطلب البر.
وأولئك هم المتقون: عن الكفر وسائر الرذائل.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: إن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين (صلوات الله عليه، لأن هذه الشروط شرط الايمان وصفات الكمال، وهي لا توجد إلا فيه وفي ذريته الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين (4).