تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٨٤
الآية، وبشر الصابرين الآية، وهو القائل عند تلاوتها: إنا لله إقرار بالملك، وإنا إليه راجعون إقرار بالهلاك (1).
إن الصفا والمروة: علما جبلين بمكة.
وفي كتاب علل الشرايع بإسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمي الصفا صفا، لان المصطفى آدم هبط عليه فقطع للجبل اسم من اسم آدم (عليه السلام)، يقول الله عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " (2) وقد هبطت حواء على المروة، وإنما سميت المروة مروة لأن المرأة هبطت عليها فقطع للجبل اسم من اسم المرأة (3).
من شعائر الله: أعلام مناسكه، جمع شعيرة، وهي العلامة.
فمن حج البيت أو اعتمر: الحج لغة: القصد، والاعتمار الزيارة، فغلبا شرعا على قصد البيت وزيارته على الوجهين المخصوصين.
فلا جناح عليه أن يطوف بهما: قيل كان (أساف) على الصفا و (نائلة) على المروة (4) وكان أهل الجاهلية إذا سعوا مسحوها، فلما جاء الاسلام وكسر الأصنام تحرج المسلمون أن يطوفوا بهما لذلك، فنزلت.
والاجماع على أنه مشروع في الحج والعمرة، والخلاف في وجوبه، وذهب بعض

(١) نهج الحق مخطوط: في تعيين إمامة علي بالقران، قال ما لفظه (الحادية والثمانون قوله تعالى: الذين إذا أصابتهم، الآية نزلت في علي (عليه السلام) لما وصل إليه قتل حمزة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فنزلت هذه الآية.
(٢) سورة آل عمران: الآية ٣٣.
(٣) علل الشرايع: ج ٢، ص ٤٣١، الباب الخامس والستون والمائة، (١٦٥) العلة التي من أجلها سمي الصفا صفا والمروة مروة، ح ١.
(٤) وأساف وإساف: اسم صنم لقريش. الجوهري وغيره: أساف ونائلة صنمان كانا لقريش وضعهما عمرو بن لحي على الصفا والمروة وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة. وزعم بعضهم أنهما كانا من جرهم أساف بن عمرو ونائلة بنت سهل ففجرا في الكعبة فمسخا حجرين عبدتهما قريش، وقيل كانا رجلا و امرأة دخلا البيت فوجدا خلوة فوثب أساف على نائلة، وقيل فأحدثا فمسخهما الله حجرين. لسان العرب:
ج ٩
، ص 6، في لغة أسف.
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»
الفهرست