تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٨٧
وإنما كانوا تابعين ينتظرون ما يؤمرون ويتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أربع بقين من ذي القعدة، فلما انتهى إلى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل، ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلى فيه الظهر، وعزم بالحج مفردا، وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الأول، فصف له سماطان (1) فلبى بالحج مفردا وساق الهدي ستا وستين أو أربعا وستين حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة، فطاف بالبيت سبعة أشواط ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم (عليه السلام)، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في أول طوافه، ثم قال: " إن الصفا والمروة من شعائر الله " فابدء بما بدأ الله تعالى، وإن المسلمين كانوا يظنون السعي بين الصفا والمروة شئ صنعه المشركون، فأنزل الله تعالى " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (2).
علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في حديث طويل:
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أبدء بما بدأ الله تعالى به، فأتى الصفا فبدأ بها (3).
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أبدء بما بدأ الله ثم صعد على الصفا فقام عليه مقدار ما يقرأ سورة البقرة، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (4).
ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله

(١) في الحديث حتى انتهى رسول الله إلى البيداء فصف الناس له سماطين، السماط ككتاب:
الصف من الناس، والسماطان صفان. مجمع البحرين: ج ٤، ص ٢٥٥، لغة " سمط ".
(٢) الكافي: ج ٤، كتاب الحج، ص ٢٤٥، باب حج النبي (صلى الله عليه وآله) ح ٤.
(٣) الكافي: ج ٤، ص ٢٤٩، كتاب الحج، باب حج النبي (صلى الله عليه وآله) ح ٦.
(٤) الكافي: ج ٤، ص 250، كتاب الحج، باب حج النبي (صلى الله عليه وآله) ح 7.
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»
الفهرست