(ما) عام في كل شئ، فإذا علم فرق بما ومن.
ويمكن أن يقال: " ما تعبدون " سؤال عن صفة المعبود، كما تقول: ما زيد؟
تريد أفقيه أم طبيب أم غير ذلك من الصفات؟
قالوا نعبد إلهك وإله آبائك: وقرأ أبي بطرح (آبائك) وقرئ (أبيك) إما بالافراد وكون إبراهيم وحده عطف بيان له، أو بالجمع بالياء والنون.
إبراهيم وإسماعيل وإسحق: عطف بيان لآبائك. وعد إسماعيل من آبائه، لان العرب تسمي العم أبا كما تسمي الخالة أما، لانخراطهما في سلك واحد وهو الاخوة ووجوب تعظيمهما.
وفي الحديث: عم الرجل صنو أبيه (1)، أي لا تفاوت بينهما كما لا تفاوت بين صنوي النخلة.
إلها وحدا: بدل من " إله آبائك " كقوله: " بالناصية ناصية كاذبة " (2) أو على الاختصاص أي نريد بإله آبائك، إلها واحدا.
ونحن له مسلمون: حال من فاعل " نعبد " أو من مفعوله، لرجوع الهاء إليه في (له)، ويجوز أن يكون جملة معطوفة على " نعبد " وأن يكون جملة اعتراضية مؤكدة، إن جاز وقوع الاعتراض في الآخر كما هو مذهب البعض، أي ومن حالنا أنا له مسلمون مخلصون بالتوحيد، أو مذعنون.
وروى العياشي عن الباقر (عليه السلام) أنها جرت في القائم (عليه السلام) (3).
وقال بعضهم في توجيه الحديث: لعل مراده (عليه السلام) بكون الآية: أنها جارية في قائم آل محمد، فكل قائم منهم يقول حين موته ذلك لبنيه، ويجيبونه بما أجابوا به.