تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٧٨
ويريكم آياته لعلكم تعقلون: لكي يكمل عقلكم، وتعلموا أن من قدر على إحياء نفس، قدر على إحياء الأنفس.
وفي الآية مع ما ذكر في بيانه من الأحاديث دلالة على أن التمول والغني من عند الله ينبغي أن يطلب منه، لا بمخالفة أمره، كما ناله الفتى من بني إسرائيل ولم ينله القاتل ابن عمه.
ثم قست قلوبكم: القساوة: الغلظ مع الصلابة كما في الحجر، وقساوة القلب مثل في نبوه من الاعتبار وأن المواعظ لا يؤثر فيه.
و (ثم) لاستبعاد القسوة، ونحوه: " ثم أنتم تمترون " (1).
من بعد ذلك: يعني إحياء القتيل، أو جميع ما عدد من الآيات، فإنها مما توجب لين القلب.
فهي كالحجارة: في قسوتها أو أشد قسوة: منها، يعني أنها في القساوة مثل الحجارة، أو زائدة عليها، أو أنها مثلها، أو مثل ما هو أشد منها قسوة كالحديد، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، ويعضده قراءة الجر، بالفتح عطفا على الحجارة، وإنما لم يقل أقسى، لما في (أشد) من المبالغة، والدلالة على اشتداد القسوتين، واشتمال المفضل على زيادة.
و (أو) للتخيير أو للترديد، بمعنى أن من عرف حالها شبهها بالحجارة، أو بما هو أقسى منها.
وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله يقسي القلب، وإن أبعد الناس من الله القاسي القلب (2).
وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهر وإن منها لما يشقق فيخرج منه

(1) سورة الأنعام: الآية 2.
(2) الوسائل: ج 8، كتاب الحج، ص 535، الباب 119، من أبواب احكام العشرة، ح 19.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست