وما كادوا يفعلون: لتطويلهم في السؤال وكثرة مراجعاتهم.
وروي أنهم كانوا يطلبون البقرة الموصوفة أربعين سنة، أو لخوف الفضيحة في ظهور القاتل، أو لغلاء ثمنها، إذ روي أنه كان في بني إسرائيل شيخ صالح له عجلة، فأتى بها الغيضة (1) وقال: اللهم إني أستودعكها لا بني حتى يكبر، وكان برا بوالديه، فشبت وكانت من أحسن البقرة وأسمنها، ووحيدة بتلك الصفات، فساوموها اليتيم وأمه حتى اشتروها بملأ مسكها ذهبا، وكانت البقرة إذ ذاك بثلاثة دنانير (2).
وفي رواية العياشي أنه قال الرضا (عليه السلام): قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بعض أصحابه: إن هذه البقرة ما شأنها؟ فقال: إن فتى من بني إسرائيل كان بارا بأبيه، وإنه اشترى سلعة فجاء إلى أبيه فوجده نائما والاقليد تحت رأسه، فكره أن يوقظه، فترك ذلك، واستيقظ أبوه فأخبره، فقال له: أحسنت، خذ هذه البقرة فهي لك عوض ما فاتتك، قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): انظروا إلى البر ما بلغ بأهله (3).
وروي أن ذلك الشاب من بني إسرائيل قد رأى محمدا وعليا في منامه و أحبهما، وقالا له: لأنك تحبنا نجزيك ببعض جزائك في الدنيا، فإذا جاءك بنو إسرائيل يريدون شراء البقرة منك، فلا تبعها إلا برضى أمك، فلما أرادوا شراءها كلما زادوا في ثمنها لم ترض أمه حتى شرطوا على أن يملؤوا ثور بقرة عظيمة في ثمنها فرضيت (4).