تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٣٢
والمسجود له إما الله سبحانه، وآدم جعل قبلة، فاللام فيه كاللام في قول حسان:
أليس أول من صلى لقبلتكم * وأعرف الناس بالقرآن والسنن (1) أو سببا لوجوبه، فاللام فيه كاللام في قوله: " أقم الصلاة لدلوك الشمس " (2).
أو آدم، فاللام، فيه كاللام في قولهم: " سجدت له ".
فسجدوا: قيل: الضمير راجع إلى المأمورين بالسجود أعم من الملائكة والجن، فإن الجن كانوا أيضا مأمورين، لكنه استغنى بذكر الملائكة عن ذكرهم، فإنه إذا علم أن الأكابر مأمورون بالتذلل لاحد والتوسل به، علم أيضا أن الأصاغر مأمورون به.
إلا إبليس: اختلفوا في أنه من الملائكة، أو من الجن، والحق هو الثاني.
يدل عليه ما رواه علي بن إبراهيم قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عما ندب الله الخلق إليه، أدخل فيه الضلال؟ قال: نعم، والكافرون دخلوا فيه، لان الله تبارك وتعالى أمر

(١) هو أبو عبد الرحمن وأبو الوليد، حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري الخزرجي، المتوفى عام أربع وخمسين وله مئة وعشرون سنة. تنقيح المقال: ج ١، ص ٢٦٤، تحت رقم ٢٤٢٠.
وفي الارشاد للمفيد في باب طرف من أخبار أمير المؤمنين (عليه السلام): ص ٢٢: نسبه لخزيمة بن ثابت الأنصاري.
وفي المناقب للخوارزمي: ص 8، نسبة إلى عباس بن عبد المطلب. وقبله:
ما كنت أحسب أن الامر منحرف (منصرف) * عن هاشم ثم عنها عن أبي حسن أليس أول من صلى لقبلتكم * وأعلم الناس بالآثار والسنن وبعده:
وأقرب الناس عهدا بالنبي ومن * جبريل عون له في الغسل والكفن من فيه ما في جميع الناس كلهم * وليس في الناس ما فيه من الحسن ماذا الذي ردكم عنه فتعرفه * ها أن بيعتكم من أول الفتن (2) سورة الإسراء: الآية 78.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست