تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٣٣
الملائكة بالسجود لآدم فدخل في أمره الملائكة وإبليس، فإن إبليس كان مع الملائكة في السماء يعبد الله، وكانت الملائكة تظن أنه منهم، ولم يكن منهم، فلما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم أخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد، فعلمت الملائكة عند ذلك أن إبليس لم يكن منهم، فقيل له (عليه السلام): فكيف وقع الامر على إبليس وإنما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم؟ فقال: كان إبليس منهم بالولاء ولم يكن من جنس الملائكة، وذلك أن الله خلق خلقا قبل آدم وكان إبليس فيهم حاكما في الأرض، فعتوا وأفسدوا وسفكوا الدماء، فبعث الله الملائكة فقتلوهم وأسروا إبليس ورفعوه إلى السماء، فكان مع الملائكة يعبد الله إلى أن خلق الله تبارك وتعالى آدم (1).
وما رواه الشيخ الطبرسي عن رئيس المحدثين الشيخ أبي جعفر بن بابويه رحمه الله في كتاب النبوة بإسناده عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن إبليس أكان من الملائكة، أو كان يلي شيئا من أمر السماء؟ فقال: لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء، وكان من الجن وكان مع الملائكة، وكانت الملائكة ترى أنه منها، وكان الله سبحانه يعلم أنه ليس منها، فلما أمر بالسجود لآدم، كان منه الذي كان (2).
وما وقع في القرآن من قوله: " إلا إبليس كان من الجن " (3).
ومن قوله: " لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " (4).
فنفى المعصية عنهم نفيا عاما.
أبى واستكبر وكان من الكافرين: أي امتنع أشد امتناع عن قبول ما أمر به، وتعظم على آدم، وكان في علم الله قبل ظهور هذا الامتناع والاستكبار

(١) البرهان في تفسير القرآن: ج 1، ص 76، الحديث 4.
(2) مجمع البيان: ج 1، ص 82، في تفسيره لقوله تعالى: " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ".
(3) سورة الكهف: الآية 50.
(4) سورة التحريم: الآية 6.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست