[وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (34) وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين (35)] إيقاعها على كل من الظاهر والمظهر.
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم: عطف على الظرف السابق إن نصبته بمضمر، وإلا عطف مع ما يقدر عاملا فيه على الجملة المتقدمة، لبيان نعمة رابعة عامة لجميع الناس.
والمراد بالملائكة كلهم، وقيل: المراد ما عدا الملائكة المهيمين الذين خلقوا هاموا في جمال الله وجلاله، ولا شعور لهم بوجود العلم، فكيف بوجود آدم، وبعد ذلك إما مخصوصة بالملائكة الأرضيين، أو أعم.
قيل: وهذا القول بعد الانباء وإظهار فضل آدم على الملائكة، والأظهر أنه أمرهم به قبل أن سوي خلقه لقوله تعالى " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " (1) امتحانا لهم وإظهارا لفضله.
ولما رويناه سابقا من قول أمير المؤمنين (عليه السلام): وكان ذلك من الله تقدمة في آدم قبل أن يخلقه واحتجاجا منه عليهم (2).
والسجود الخضوع والتذلل، وصورته الكاملة وضع الجبهة على الأرض، وهو لله سبحانه على سبيل العبادة، ولغيره على وجه التكرمة.