﴿ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها...﴾ (١) وقال سبحانه: ﴿يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم...﴾ (2)، فسمى دخول الأرض دخولا، كما يسمى دخول الأبنية دخولا، ومثل ذلك في كلامهم كثير، فعلى ما بينا يصح قولهم: دخلت البيت والدار، كما يقولون: دخلت المدينة والسوق.
فان قال قائل: فكيف يكون ما ذكرتموه من آيات البيت مستمرا إلى الآن، على قول من يقول: إن ذلك لا يكون إلا في أزمان الأنبياء، ولا نبي في هذا الزمان؟!
قيل له: إن بقاء المعجز قد يصح في غير زمن الأنبياء عليهم السلام، فلا يمتنع كون ذلك معجزا لبعض الأنبياء ثم دام واتصل، كما نقوله في الطلسمات وحجر المغناطيس (3) وغير ذلك، ويفارق اتصال المعجز وبقاؤه استينافه وابتداءه، لان الابتداء لا يصح إلا في زمان الأنبياء، والبقاء يصح (4) في غير أزمان الأنبياء، وهذا واضح بحمد الله.