مرتين.. الآية) (1)، ومنها قوله تعالى: (وقضينا إليه ذلك الامر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) (2)، وإن كان بمعنى: حكم وألزم، فالتقدير أن الله سبحانه حكم بأن لا إله إلا هو وألزم خلقه أن يعتقدوا ذلك بالدلالات القائمة، والبينات الواضحة.
وذلك كقوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) (3)، أي: ألزم ذلك وحكم به.
ويكون على الوجه الأول رفع الملائكة وأولى العلم بما ارتفع به اسم الله تعالى، وهو: انهم أعلموا من سواهم من الخلق من لم يعلم كعلمهم أنه لا إله إلا الله، ويكون رفع الملائكة وأولى العلم على الوجه الآخر أيضا على نحو من ذلك المعنى، فكأن الملائكة وأولى العلم ألزموا من دونهم من الخلق، (بما) (4) أظهروه لهم: من واضح الدلائل، وعادل الشواهد، أن يعتقدوا أنه لا إله إلا الله، فالمعنيان متقاربان. والذي ذهب إلى أن معنى شهد ههنا معنى قضى من المتقدمين، أبو عبيدة، وهو قول فيه نظر.
6 - وقال بعضهم: إن في ذلك تقديما وتأخيرا، فكأنه سبحانه قال: شهد الله قائما بالقسط: أنه لا إله إلا هو، ومعنى ذلك: أنه أعلم الخلق - بعدله عليهم واحسانه إليهم - أنه لا إله غيره يفعل ذلك بهم.
7 - وقال قاضي القضاة أبو الحسن: (قوله سبحانه: (شهد الله أنه لا إله إلا هو) يجب أن يحمل على ما تعود فائدته على العباد وهو أنه تعالى أودع خلقه الأدلة على أنه لا إله إلا هو، ولا تحق العبادة الا له