(واتبعوا أهواءهم).
ثم ضرب لأوليائه وأعدائه مثلا فقال لأوليائه (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن - إلى قوله - من خمر لذة للشاربين) ومعنى الخمر أي خمرة إذا تناولها ولي الله وجد رائحة المسك فيها (وانهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم) ثم ضرب لأعدائه مثلا فقال (كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم) فقال لنبيه: أفمن هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار كما أن ليس عدو الله كوليه وقوله: (ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا الذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا) فإنها نزلت في المنافقين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن كان إذا سمع شيئا منه لم يؤمن به ولم يعه، فإذا خرجوا قالوا للمؤمنين ماذا قال محمد آنفا فقال الله (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم) حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال حدثنا الحسن بن محمد عن سماعة عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال سمعته يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يدعو أصحابه فمن أراد الله به خير سمع وعرف ما يدعوه إليه ومن أراد الله به شرا طبع على قلبه لا يسمع ولا يعقل وهو قول الله تعالى (حتى إذا خرجوا من عندك - إلى قوله - ماذا قال آنفا) قال علي بن إبراهيم ثم ذكر المهتدين فقال (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) وهو رد على من زعم أن الايمان لا يزيد ولا ينقص ثم قال (فهل ينظرون إلا الساعة) يعنى القيامة (ان تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها) فإنه حدثني أبي عن سليمان بن مسلم الخشاب عن عبد الله ابن جريح المكي عن عطا بن أبي رياح عن عبد الله بن عباس قال حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع فأخذ بحلقة باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ألا أخبركم بأشراط الساعة؟ وكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رحمة الله