ولا يوصي بوصية وذلك قوله (فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون) وقوله (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون) قال من القبور وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) فان القوم كانوا في القبور فلما قاموا حسبوا انهم كانوا نياما (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) قالت الملائكة (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون).
قال علي بن إبراهيم: ثم ذكر النفخة الثانية فقال (إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون) وقوله (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون) قال في افتضاض العذارى فاكهون، قال يفاكهون النساء ويلاعبونهن وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (في ظلال على الأرائك متكئون) الأرائك السرر عليها الحجال، وقال علي بن إبراهيم في قوله (سلام قولا من رب رحيم) قال السلام منه تعالى هو الأمان وقوله (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) قال إذا جمع الله الخلق يوم القيامة بقوا قياما على أقدامهم حتى يلجمهم العرق فينادوا يا رب حاسبنا ولو إلى النار فيبعث الله رياحا فتضرب بينهم وينادي مناد وامتازوا اليوم أيها المجرمون فيميز بينهم فصار المجرمون إلى النار ومن كان في قلبه إيمان صار إلى الجنة وقوله (ولقد أضل منكم جبلا كثيرا) يعنى خلقا كثيرا قد هلك وقوله: (اليوم نختم على أفواههم - إلى قوله - بما كانوا يكسبون) قال: إذا جمع الله الخلق يوم القيامة دفع إلى كل إنسان كتابه فينظرون فيه فينكرون انهم عملوا من ذلك شيئا فتشهد عليهم الملائكة فيقولون يا رب ملائكتك يشهدون لك ثم يحلفون انهم لم يعملوا من ذلك شيئا وهو قوله " يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم " فإذا فعلوا ذلك ختم الله على ألسنتهم وتنطق جوارحهم (بما كانوا يكسبون) وقوله (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون) يقول كيف يبصرون (ولو نشاء لمسخناهم