(يدعوه) كناية عن الله (كادوا) يعني قريشا (يكونون عليه لبدا) أي ايدا قوله (حتى إذا رأوا ما يوعدون) قال القائم وأمير المؤمنين عليهم السلام في الرجعة (فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا) قال هو قول أمير المؤمنين لزفر:
والله يا بن صهاك! لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا، قال فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله ما يكون من الرجعة قالوا متى يكون هذا قال الله (قل - يا محمد - ان أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا).
وقوله (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا... الخ) قال يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الاخبار وما يكون بعده من اخبار القائم عليه السلام والرجعة والقيامة، حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى عن زياد عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن الحسين بن زياد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) فقال لا بل والله شر أريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن بن علي صلوات الله عليهما، أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في هذه الآية (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) يعنى من جرى فيه شئ من شرك الشيطان، على الطريقة يعنى على الولاية في الأصل عند الأظلة حين اخذ الله ميثاق ذرية آدم، أسقيناهم ماء غدقا لكنا وضعنا أظلتهم في ماء الفرات العذب (1).