لا يؤمنون) وقوله: (إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان - إلى قوله - فهم مقمحون) قال: قد رفعوا رؤسهم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم) يقول:
فأعميناهم (فهم لا يبصرون) الهدى، أخذ الله سمعهم وأبصارهم وقلوبهم فأعماهم عن الهدى، نزلت في أبي جهل بن هشام ونفر من أهل بيته، وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله قام يصلي وقد حلف أبو جهل لئن رآه يصلي ليدمغنه (1)، فجاء ومعه حجر والنبي قائم يصلي، فجعل كلما رفع الحجر ليرميه أثبت الله يده إلى عنقه ولا يدور الحجر بيده، فلما رجع إلى أصحابه سقط الحجر من يده، ثم قام رجل آخر وهو من رهطه أيضا فقال: أنا أقتله فلما دنا منه فجعل يسمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله فارعب فرجع إلى أصحابه فقال: حال بيني وبينه كهيئة العجل يخطر بذنبه (2) فخفت ان أتقدم، وقوله: (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) فلم يؤمن من أولئك الرهط من بني مخزوم أحد يعني ابن المغيرة.
وقال علي بن إبراهيم في قوله: (وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون - إلى قوله - وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) اي في كتاب مبين وهو محكم، وذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: أنا والله الامام المبين أبين الحق من الباطل وورثته من رسول الله صلى الله عليه وآله. وهو محكم وقوله: (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا انا إليكم مرسلون) قال: فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام