فرعون لهامان انظر إلى السماء هل بلغناها فنظر هامان فقال أرى السماء كما كنت أراها من الأرض في البعد، فقال انظر إلى الأرض فقال لا أرى الأرض ولكن أرى البحار والماء قال فلم تزل النسر ترتفع حتى غابت الشمس وغابت عنهم البحار والماء، فقال فرعون يا هامان انظر إلى السماء فنظر فقال أراها كما كنت أراها من الأرض فلما جنهم الليل نظر هامان إلى السماء فقال فرعون هل بلغناها؟ فقال أرى الكواكب كما كنت أراها من الأرض ولست أرى من الأرض إلا الظلمة قال ثم حالت الرياح القائمة في الهواء بينهما فأقبلت التابوت بهما فلم يزل يهوي بهما حتى وقع على الأرض فكان فرعون أشد ما كان عتوا في ذلك الوقت ثم قال الله (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيمة لا ينصرون).
ثم خاطب الله نبيه صلى الله عليه وآله فقال: (وما كنت بجانب الغربي - يا محمد - إذ قضينا إلى موسى الامر) اي أعلمناه (وما كنت بجانب الطور إذ نادينا) يعني موسى عليه السلام وقوله: (ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر) اي طالت أعمارهم فعصوا وقوله: (وما كنت ثاويا في أهل مدين) اي باقيا وقوله:
(ساحران تظاهرا) (1) قال موسى وهارون وقوله: (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون) اي كي يتذكروا، أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن معاوية بن حكيم عن أحمد بن محمد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله " ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون " قال: إمام بعد إمام.
وقال علي بن إبراهيم في قوله: (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) قال الأئمة عليهم السلام، وقال الصادق عليه السلام نحن صبرنا وشيعتنا أصبر منا وذلك إنا صبرنا على ما نعلم وهم صبروا على ما لا يعلمون وقوله: (ويدرؤن بالحسنة