عندك وما أريد ان أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين) فقال له موسى (ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي) اي لا سبيل علي إن عملت عشر سنين أو ثمان سنين فقال موسى (والله على ما نقول وكيل) قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: اي الأجلين قضى؟ قال أتمها عشر حجج قلت له فدخل بها قبل ان يقضي الأجل أو بعده؟ قال: قبل قلت فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لأبيها إجارة شهرين أيجوز ذلك؟ قال إن موسى علم أنه يتم له شرطه فكيف لهذا ان يعلم أنه يبقى حتى يفي؟ قلت له جعلت فداك أيتهما زوجه شعيب من بناته؟ قال: التي ذهبت إليه فدعته وقالت لأبيها يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين فلما قضى موسى الأجل قال لشعيب لابد لي ان ارجع إلى وطني وأمي وأهل بيتي فمالي عندك؟ فقال شعيب: ما وضعت أغنامي في هذه السنة من غنم بلق فهو لك، فعمد موسى عندما أراد ان يرسل الفحل على الغنم إلى عصا فقشر منه بعضه وترك بعضه وغرزه في وسط مربض الغنم وألقى عليه كساء أبلق ثم ارسل الفحل على الغنم فلم تضع الغنم في تلك السنة إلا بلقا، فلما حال عليه الحول حمل موسى امرأته وزوده شعيب من عنده وساق غنمه فلما أراد الخروج قال لشعيب أبغي عصا تكون معي وكانت عصي الأنبياء عنده قد ورثها مجموعة في بيت، فقال له شعيب ادخل هذا البيت وخذ عصا من بين العصي فدخل فوثب إليه عصا نوح وإبراهيم عليهما السلام وصارت في كفه فأخرجها ونظر إليها شعيب فقال ردها وخذ غيرها فردها ليأخذ غيرها فوثبت إليه تلك بعينها فردها حتى فعل ذلك ثلاث مرات فلما رأى شعيب ذلك قال له اذهب فقد خصك الله بها، فساق غنمه فخرج يريد مصر فلما صار في مفازة ومعه أهله أصابهم برد شديد وريح وظلمة وجنهم الليل، فنظر موسى إلى نار قد ظهرت كما قال الله: (فلما قضى
(١٣٩)