والفعل الفعل " (1).
وآمن به عدد من أتباعه وبايعوه على ذلك فأصبح خطباؤه يقولون على المنابر الامام المعصوم، المهدي المعلوم، الذي بشرته به في صريح وحيك الذي اكتنفته بالنور الواضح والعدل اللامح، الذي ملا البرية قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (2).
ولكن كل ما فعله ابن تومرت من الكذب والتظاهر والادعاء بالمهدية قد ذهب هباء منثورا قبل أن تتحقق أحلامه فمات في سنة 524 ه ودفن بمسجده في تينملل (3) وخلفه صاحبه عبد المؤمن وهو الذي أقام دولة الموحدين في المغرب على أنقاض دولة المرابطين.
وكان هذا يدعي أنه ملا الأرض عدلا وقسطا على عكس من ذلك تماما. قال ابن القيم:
" أما المهدي المغاربة محمد بن تومرت فإنه رجل كذاب ظالم متغلب بالباطل ملك بالظلم والتغلب والتحيل فقتل النفوس وأباح حريم المسلمين وسبي ذراريهم وأخذ أموالهم وكان شرا على الملة من الحجاج بن يوسف بكثير ".
" وكان يودع بطن الأرض في القبور جماعة من أصحابه أحياء يأمرهم أن يقولوا للناس إنه المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم ثم يردم عليهم ليلا لئلا يكذبوه بعد ذلك. وسمى أصحابه الجهمية " الموحدين " نفاة صفات الرب وكلامه وعلوه على خلقه واستوائه على عرشه ورؤية المؤمنين له بالابصار يوم القيامة، واستباح قتل من خالفهم من أهل العلم والايمان