والخضر عليه السلام وأمسك بيدي صلى الله عليه وسلم وأجلسني على كرسيه وقال لي:
أنت المهدي المنتظر ومن شك في مهديتك فقد كفر وأن الترك كفار وهم أشد الناس كفرا لأنهم ساعون في إطفاء نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. وأخبرني صلى الله عليه وسلم بأن النصر يسير بين يدي أربعين ميلا وأنه صلى الله عليه وسلم يحضر بذاته الكريمة أمام جيشي ومعه الخلفاء الراشدون.. وأن الله أيدني بالأولياء والشهداء والصالحين من لدن آدم عليه السلام إلى زماننا هذا ومؤمني الجن، يجاهدون معي ولا يهزم لي جيش وإن الله ناصري ومؤيدي على كل من حاربني من الثقلين وإن أصحابي كأصحابه صلى الله عليه وسلم وعامتهم أكبر مقاما في دار الخلد من الشيخ عبد القادر الجيلي " (1).
ويردد مثل هذه العبارة في كثير من رسائله. وهكذا جعل محمد أحمد " سيد الوجود " عبدا لأهوائه فكلما تاقت نفسه إلى شئ ما نسبه إلى سيد الوجود وأنه قد بشره به يقظة لا مناما. ولقد سيطر على بلاد السودان وزعم أن سيد الوجود أخبره بأنه ستكون له بيعة أخرى حينما يصل إلى بيت الله الحرام (2)، وزعم أن سيد الوجود بشره بأنه يملك جميع الأرض (3).
ولكن ذهبت أحلامه أدراج الرياح فوافته المنية في رمضان 1302 ه (4) وخلفه ذلك التعايشي الذي كان قد أغمي عليه لما رأى أنوار المهدية في وجهه. وحاول التعايشي أن يستمر في طريقه ولكن لم يستطع أن يصمد أمام الجيوش المصرية فقتل في معركة بتاريخ 24 نوفمبر 1899 م (5) وانتهت هذه المهدوية بجميع خرافاتها، ولقد كذبته الأيام في دعاويه وفيما كان يزعم أن