والذي يتصل بموضوعنا هنا هي حركتهم التي ظهرت في بلاد المغرب على يد عبيد الله بن ميمون القداح - جد الخلفاء العبيديين الفاطميين - وكان يهوديا صباغا بسلمية من قرى الشام، فأظهر الاسلام وانتقل إلى بلاد أفريقية " (1).
وبث دعاته في بلاد المغرب (إفريقيا) لأنها كانت بعيدة عن مركز الخلافة الاسلامية كما كانت بعيدة عن الثقافة الاسلامية أيضا، ولذلك وجد مجالا واسعا لنشر أفكاره المسمومة الالحادية في قبائل البربر وغيرها من القاطنين هناك. وانتسب هناك إلى أهل البيت كذبا وزورا فزعم أنه عبيد الله بن الحسين بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق مع أن العلوم لدى علماء الانساب أن محمد بن إسماعيل مات ولم يعقب (2).
وادعى أنه هو المهدي المنتظر ونجح في إغواء الجهلة من القبائل وأصبحت له قوة فاستولى على بلاد المغرب وأنشأ دولة وكان ظهوره في سجلماسة سنة 296 ه ودعي له على المنابر في المساجد وبنى مدينة سماها " المهدية " ومات فيها سنة 322 ه (3). وكان يظهر الرفض ويبطن الزندقة (4).
وبعد موته خلفه ابن القائم محمد ثم ابنه المنصور إسماعيل ثم ابنه المعز، وهو الذي استولى على مصر سنة 358 ه وبني مدينة القاهرة وانتهت دولتهم في مصر سنة 568 ه (5).
وكانوا دهرية زنادقة ينكرون الرسل والشرائع كلها ولهم استدراج خبيث ومكيدة معقدة لنشر دعوتهم قد ذكرها البغدادي في الفرق ولا يسع