كنز العمال - المتقي الهندي - ج ٥ - الصفحة ٦٤٢
والمعاش، وأما قولي للمسلمين: شنوا الغارة على أعداء الله، فاني ضامن لكم الفتح والغنيمة فان ذلك دنو المسلمين إلى بلاد المشركين، وترغيبي إياهم على الجهاد والاجر والغنيمة التي تقسم لهم وقبولهم، وأما الراية التي كانت معك فتوجهت بها إلى قرية من قراهم ودخلتها واستأمنوا فأمنتهم، فإنك تكون أحد امراء المسلمين، ويفتح الله على يديك، وأما الحصن الذي فتح الله لي فهو ذلك الوجه الذي يفتح الله لي، وأما العرش الذي رأيتني عليه جالسا فان الله يرفعني ويضع المشركين، قال الله ليوسف: (ورفع أبويه على العرش) وأما الذي أمرني بطاعة الله وقرأ علي السورة فإنه نعى إلي نفسي وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى الله إليه نفسه حين نزلت هذه السورة وعلم أن نفسه قد نعيت (1) إليه، ثم قال: لآمرن بالمعروف ولأنهين عن المنكر ولأجهدن فيمن ترك أمر الله ولأجهزن الجنود إلى العادلين بالله (2) في مشارق الأرض ومغاربها حتى يقولوا: الله أحد أحد لا

(١) نعيت: نعيت الميت نعيا من باب نفع أخبرت بموته فهو منعي واسم الفعل المنعى والمنعاة بفتح الميم فيهما مع القصر والفاعل نعى على فعيل يقال:
جاء نعيه أي ناعيه وهو الذي يخبر بموته، ويكون النعي خبرا أيضا.
المصباح المنير (٢ / ٨٤٤) ب.
(٢) العادلين بالله: أي المشركين به، ومنه حديث ابن عباس " قالوا: ما يغني عنا الاسلام وقد عدلنا بالله " أي أشركنا به وجعلنا له مثلا. النهاية (3 / 191) ب.
(٦٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 637 638 639 640 641 642 643 644 645 646 647 ... » »»
الفهرست