شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٤٠
وفى حديثه حين قال للرجل الذي وجد منبوذا فأتاه به فقال: عسى الغوير أبؤسا (1) قال عريفه: يا أمير المؤمنين إنه وإنه... (2) فأثنى عليه خيرا، وقال فهو حر ولاؤه لك (3).
الا بؤس جمع بأس (4) والمثل قديم مشهور ومراد عمر: لعلك أنت صاحب هذا المنبوذ! كأنه اتهمه وساء ظنه فيه فلما أثنى عليه عريفه - أي كفيله - قال له هذا المنبوذ حر وولاؤه لك لأنه بانقاذه إياه من الهلكة كأنه أعتقه.
* * * وفي حديثه إن قريشا تريد أن تكون مغويات لمال الله (5).
هكذا يروى بالتخفيف والكسر، والمعروف (مغويات) بتشديد الياء وفتحها واحدتها مغواة هي حفرة كالزبية تحفر للذئب ويجعل فيها جدي فإذا نظر إليها الذئب سقط يريده فيصاد ولهذا قيل: لكل مهلكة مغواة.
* * * وفى حديثه (فرقوا عن المنية واجعلوا الرأس رأسين ولا تلثوا بدار معجزة وأصلحوا مثاويكم وأخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم واخشوشنوا واخشوشبوا وتمعددوا (6)).

(1) الفائق: (الغوير ماء الكلب، وهذا مثل، أول من تكلم به الزباء الملكة حين رأت الإبل عليها الصناديق، فاستنكرت شأن قصير إذ أخذ على غير الطريق، أرادت: عسى أن يأتي ذلك الطريق بشر، ومراد عمر رضي الله عنه اتهام الرجل بأن يكون صاحب المنبوذ، حتى أثنى عليه عريفه خيرا).
(2) قال في الفائق: (إنه إنه، أراد أنه أمين عفيف، وما أشبه ذلك فحذف (3) الفائق 2: 239 (4) الفائق: (انتصابه بعسى على أنه خبره على ما عليه أصل القياس).
(5) الفائق 2: 240 (6) الفائق 2: 265.
(١٤٠)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)، الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281