شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٤١
قال (فرقوا عن المنية واجعلوا الرأس رأسين أي إذا أراد أحدكم أن يشترى شيئا من الحيوان كمملوك أو دابة فلا يغالين به فإنه لا يدرى ما يحدث فيه ولكن ليجعل ثمنه في رأسين وإن كان كل واحد منهما دون الأول فان مات أحدهما بقي الاخر.
وقوله (ولا تلثوا بدار معجزة) فالإلثاث الإقامة أي لا تقيموا ببلد يعجزكم فيه الرزق ولكن اضطربوا في البلاد للكسب.
وهذا شبيه بحديثه الاخر (إذا أتجر أحدكم في شئ ثلاث مرات فلم يرزق منه فليدعه).
والمثاوي: المنازل جمع مثوى.
وأخيفوا الهوام أي اقتلوا ما يظهر في دوركم من الحيات والعقارب لتخافكم فلا تظهر.
واخشوشنوا أمر بالخشونة في العيش ومثله (اخشوشبوا) بالباء أراد ابتذال النفس في العمل والاحتفاء في المشي ليغلظ الجلد ويجسو.
وتمعددوا قيل إنه من الغلظ أيضا يقال للغلام إذا أنبت وغلظ قد تمعدد.
وقيل أراد تشبهوا بمعد بن عدنان وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش أي دعوا التنعم وزي العجم.
وقد جاء عنه في حديث آخر مثله (عليكم باللبسة المعدية).
* * * وفى حديثه: أنه كتب إلى خالد بن الوليد (أنه بلغني أنك دخلت حماما بالشام وأن من بها من الأعاجم أعدوا لكم دلوكا عجن بخمر وإني أظنكم آل المغيرة ذرو النار (1)).

(1) الفائق 1: 407.
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281