قال (فرقوا عن المنية واجعلوا الرأس رأسين أي إذا أراد أحدكم أن يشترى شيئا من الحيوان كمملوك أو دابة فلا يغالين به فإنه لا يدرى ما يحدث فيه ولكن ليجعل ثمنه في رأسين وإن كان كل واحد منهما دون الأول فان مات أحدهما بقي الاخر.
وقوله (ولا تلثوا بدار معجزة) فالإلثاث الإقامة أي لا تقيموا ببلد يعجزكم فيه الرزق ولكن اضطربوا في البلاد للكسب.
وهذا شبيه بحديثه الاخر (إذا أتجر أحدكم في شئ ثلاث مرات فلم يرزق منه فليدعه).
والمثاوي: المنازل جمع مثوى.
وأخيفوا الهوام أي اقتلوا ما يظهر في دوركم من الحيات والعقارب لتخافكم فلا تظهر.
واخشوشنوا أمر بالخشونة في العيش ومثله (اخشوشبوا) بالباء أراد ابتذال النفس في العمل والاحتفاء في المشي ليغلظ الجلد ويجسو.
وتمعددوا قيل إنه من الغلظ أيضا يقال للغلام إذا أنبت وغلظ قد تمعدد.
وقيل أراد تشبهوا بمعد بن عدنان وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش أي دعوا التنعم وزي العجم.
وقد جاء عنه في حديث آخر مثله (عليكم باللبسة المعدية).
* * * وفى حديثه: أنه كتب إلى خالد بن الوليد (أنه بلغني أنك دخلت حماما بالشام وأن من بها من الأعاجم أعدوا لكم دلوكا عجن بخمر وإني أظنكم آل المغيرة ذرو النار (1)).