شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٩٩
ستمائة حلة فأعطاه فلبس الحلة التي كساه عمر ورمى ما كان عليه، فقال له: خذ ثيابك هذه فلتكن في مهنة أهلك وهذه لزينتك.
* * * وروى إياس بن سلمه عن أبيه قال: مر عمر في السوق ومعه الدرة فخفقني خفقه فأصاب طرف ثوبي وقال: أمط (1) عن الطريق فلما كان في العام المقبل لقيني فقال: يا سلمه أتريد الحج؟ قلت: نعم فأخذ بيدي وانطلق بي إلى منزله فأعطاني ستمائة درهم، وقال: استعن بها على حجك واعلم أنها بالخفقة التي خفقتك، فقلت يا أمير المؤمنين، ما ذكرتها قال: وأنا منسيتها.
* * * وخطب عمر فقال: أيتها الرعية إن لنا عليكم حقا النصيحة بالغيب والمعاونة على الخير إنه ليس من حلم أحب إلى الله ولا أعم نفعا من حلم إمام ورفقه وليس من جهل أبغض إلى الله من جهل امام وخرفه (2) أيها الرعية إنه من يأخذ بالعافية من بين ظهرانيه فوته الله العافية من فوقه.
وروى الربيع بن زياد قال: قدمت على عمر بمال من البحرين فصليت معه العشاء ثم سلمت عليه فقال: ما قدمت به قلت: خمسمائة ألف، قال: ويحك! إنما قدمت بخمسين ألفا، قلت: بل خمسمائة الف قال: كم يكون ذلك؟ قلت: مائة ألف ومائه ألف ومائة ألف، حتى عددت خمسا فقال: إنك ناعس إرجع إلى بيتك ثم اغد، على فغدوت عليه. فقال: ما جئت به قلت ما قلته لك قال: كم هو؟
قلت خمسمائة ألف قال: أطيب هو؟ قلت: نعم، لا أعلم إلا ذلك فاستشار الصحابة فيه، فأشير عليه بنصب الديوان فنصبه وقسم المال بين المسلمين ففضلت عنده فضله

(1) أمط: تنح.
(2) الخرف: فساد العقل. وفي ا: (وخرقه).
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281