ستمائة حلة فأعطاه فلبس الحلة التي كساه عمر ورمى ما كان عليه، فقال له: خذ ثيابك هذه فلتكن في مهنة أهلك وهذه لزينتك.
* * * وروى إياس بن سلمه عن أبيه قال: مر عمر في السوق ومعه الدرة فخفقني خفقه فأصاب طرف ثوبي وقال: أمط (1) عن الطريق فلما كان في العام المقبل لقيني فقال: يا سلمه أتريد الحج؟ قلت: نعم فأخذ بيدي وانطلق بي إلى منزله فأعطاني ستمائة درهم، وقال: استعن بها على حجك واعلم أنها بالخفقة التي خفقتك، فقلت يا أمير المؤمنين، ما ذكرتها قال: وأنا منسيتها.
* * * وخطب عمر فقال: أيتها الرعية إن لنا عليكم حقا النصيحة بالغيب والمعاونة على الخير إنه ليس من حلم أحب إلى الله ولا أعم نفعا من حلم إمام ورفقه وليس من جهل أبغض إلى الله من جهل امام وخرفه (2) أيها الرعية إنه من يأخذ بالعافية من بين ظهرانيه فوته الله العافية من فوقه.
وروى الربيع بن زياد قال: قدمت على عمر بمال من البحرين فصليت معه العشاء ثم سلمت عليه فقال: ما قدمت به قلت: خمسمائة ألف، قال: ويحك! إنما قدمت بخمسين ألفا، قلت: بل خمسمائة الف قال: كم يكون ذلك؟ قلت: مائة ألف ومائه ألف ومائة ألف، حتى عددت خمسا فقال: إنك ناعس إرجع إلى بيتك ثم اغد، على فغدوت عليه. فقال: ما جئت به قلت ما قلته لك قال: كم هو؟
قلت خمسمائة ألف قال: أطيب هو؟ قلت: نعم، لا أعلم إلا ذلك فاستشار الصحابة فيه، فأشير عليه بنصب الديوان فنصبه وقسم المال بين المسلمين ففضلت عنده فضله