شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٩٧
وقال عمر: كنا نعد المقرض بخيلا، إنما كانت المواساة.
* * * أتى رهط إلى عمر فقالوا يا أمير المؤمنين كثر العيال واشتدت المؤونة فزدنا في أعطياتنا (1) فقال: فعلتموها! جمعتم بين الضرائر، واتخذتم الخدم من مال الله! أما لوددت أنى وإياكم في سفينتين في لجة البحر، تذهب بنا شرقا وغربا، فلن يعجز الناس أن يولوا رجلا منهم فإن استقام اتبعوه وإن جنف قتلوه. فقال طلحة: وما عليك لو قلت وإن أعوج عزلوه! فقال: القتل أرهب لمن بعده، احذروا فتى قريش فإنه كريمها الذي لا ينام إلا على الرضا ويضحك عند الغضب، ويتناول ما فوقه من تحته.
* * * وكان يقول في آخر أيامه عند تبرمه بالامر وضجره من الرعية اللهم ملوني ومللتهم وأحسست من نفسي وأحسوا منى! ولا أدرى بأينا يكون اللوت (2) وقد أعلم أن لهم قتيلا منهم فاقبضني إليك.
* * * وذكر قوم من الصحابة لعمر رجلا، فقالوا: فاضل لا يعرف الشر، قال: ذاك أوقع له فيه * * * وروى الطبري في التاريخ أن عمر استعمل عتبه بن أبي سفيان على عمل (3) فقدم منه بمال فقال له: ما هذا يا عتبة؟ قال: مال خرجت به معي وتجرت فيه قال: وما لك تخرج المال معك إلى هذا الوجه؟ فأخذ المال منه فصيره في بيت المال فلما قام عثمان قال لأبي سفيان:

(1) ب: إعطائنا (2) اللوت: النقص.
(3) الطبري: (على كنانة).
(٩٧)
مفاتيح البحث: القتل (1)، الغضب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281