شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٠٣
مر عمر برجل فسلم عليه فرد عليه، فقال: ما اسمك؟ قال: جمرة، قال: أبو من؟
قال: أبو شهاب، قال: ممن؟ قال: من الحرقة، قال: وأين مسكنك؟ قال: بحرة النار قال: بأيها؟ قال: بذات لظى، فقال: ويحك! أدرك أهلك فقد احترقوا فمضى عليهم فوجدهم قد احترقوا.
* * * وروى الليث بن سعد، قال: أتى عمر بفتى أمرد قد وجد قتيلا ملقى على وجه الطريق فسأل عن أمره واجتهد فلم يقف له على خبر فشق عليه فكان يدعو ويقول اللهم أظفرني بقاتله حتى إذا كان رأس الحول أو قريبا من ذلك وجد طفل مولود ملقى في موضع ذلك القتيل فأتى به عمر، فقال: ظفرت بدم القتيل إن شاء الله تعالى! فدفع الطفل إلى امرأة، وقال: لها قومي بشأنه وخذي منا نفقته وانظري من يأخذه منك، فإذا وجدت امرأة تقبله وتضمه إلى صدرها فأعلميني مكانها فلما شب الصبي جاءت جارية، فقالت: للمرأة إن سيدتي بعثتني إليك لتبعثي إليها بهذا الصبي فتراه وترده إليك قالت: نعم ذهبي به إليها وأنا معك فذهبت بالصبي حتى دخلت على امرأة شابة فأخذت الصبي فجعلت تقبله وتفديه وتضمه إليها وإذا هي بنت شيخ من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت المرأة وأخبرت عمر، فاشتمل على سيفه وأقبل إلى منزلها، فوجد أباها متكئا على الباب، فقال له:
ما الذي تعلم من حال ابنتك؟ قال: أعرف الناس بحق الله وحق أبيها مع حسن صلاتها وصيامها والقيام بدينها فقال: إني أحب أن أدخل إليها وأزيدها رغبة في الخير فدخل الشيخ، ثم خرج فقال: الدخل يا أمير المؤمنين فدخل وأمر أن يخرج كل من في الدار إلا أباها ثم سألها عن الصبي فلجلجت فقال: لتصدقيني ثم انتضى السيف فقالت: على رسلك يا أمير المؤمنين! فوالله! لأصدقنك إن عجوزا كانت تدخل على فاتخذتها أما وكانت تقوم في أمري بما تقوم به الوالدة وأنا لها بمنزلة البنت
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281