شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٥٩
فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفكما والاسلام يومئذ ذليل، وإن الله تعالى قد أعز الاسلام، فاذهبا فاجهدا جهدكما، لا رعى الله عليكما إن رعيتما!.
فذهبا إلى أبى بكر، وهما يتذمران، فقالا: والله ما ندري أنت أمير أم عمر؟ فقال:
بل هو لو شاء كان.
* * * وجاء عمر وهو مغضب، حتى وقف على أبى بكر فقال أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين أهي لك خاصة أم بين المسلمين عامة! فقال: بين المسلمين عامة قال: فما حملك على أن تخص بها هذين دون جماعة المسلمين قال: استشرت الذين حولي فأشاروا بذلك، فقال أفكل المسلمين أوسعتهم مشورة ورضا! فقال أبو بكر فلقد كنت قلت لك: إنك أقوى على هذا الامر منى لكنك غلبتني!.
* * * لما كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الصلح في الحديبية بينه وبين سهيل ابن عمرو كان في الكتاب أن من خرج من المسلمين إلى قريش لا يرد ومن خرج من المشركين إلى النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم فغضب عمر وقال لأبي بكر: ما هذا يا أبا بكر! أيرد المسلمون إلى المشركين! ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس بين يديه وقال يا رسول الله ألست رسول الله حقا! قال بلى قال:
ونحن المسلمون حقا! قال: نعم قال: وهم الكافرون حقا! قال: نعم، قال:
فعلام نعطي الدنية في ديننا فقال رسول الله: أنا رسول الله افعل ما يأمرني به ولن يضيعني.
فقام عمر مغضبا وقال لو أجد أعوانا ما أعطيت الدنية أبدا وجاء إلى أبى بكر
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281