فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفكما والاسلام يومئذ ذليل، وإن الله تعالى قد أعز الاسلام، فاذهبا فاجهدا جهدكما، لا رعى الله عليكما إن رعيتما!.
فذهبا إلى أبى بكر، وهما يتذمران، فقالا: والله ما ندري أنت أمير أم عمر؟ فقال:
بل هو لو شاء كان.
* * * وجاء عمر وهو مغضب، حتى وقف على أبى بكر فقال أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين أهي لك خاصة أم بين المسلمين عامة! فقال: بين المسلمين عامة قال: فما حملك على أن تخص بها هذين دون جماعة المسلمين قال: استشرت الذين حولي فأشاروا بذلك، فقال أفكل المسلمين أوسعتهم مشورة ورضا! فقال أبو بكر فلقد كنت قلت لك: إنك أقوى على هذا الامر منى لكنك غلبتني!.
* * * لما كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الصلح في الحديبية بينه وبين سهيل ابن عمرو كان في الكتاب أن من خرج من المسلمين إلى قريش لا يرد ومن خرج من المشركين إلى النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم فغضب عمر وقال لأبي بكر: ما هذا يا أبا بكر! أيرد المسلمون إلى المشركين! ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس بين يديه وقال يا رسول الله ألست رسول الله حقا! قال بلى قال:
ونحن المسلمون حقا! قال: نعم قال: وهم الكافرون حقا! قال: نعم، قال:
فعلام نعطي الدنية في ديننا فقال رسول الله: أنا رسول الله افعل ما يأمرني به ولن يضيعني.
فقام عمر مغضبا وقال لو أجد أعوانا ما أعطيت الدنية أبدا وجاء إلى أبى بكر