شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ٢٧٥
مقنب وقتال، لا يقوم بقرية لو حمل أمرها. ويجوز أن يكون قال: ذلك على سبيل المبالغة في استصلاحه لان يكون صاحب جيش يقاتل به بين يدي الامام وأنه ليس له دربة ونظر في تدبير البلاد والأطراف وجباية أموالها ألا تراه كيف قال: لا يقوم بقرية! ويجوز أن يلي الخلافة من هذه حالة ويستعين في أمر العباد والبلاد وجباية الأموال بالكفاة الامناء فأما الرواية الأخرى التي قال فيها لعثمان: لروثة خير منك! فهي من روايات الشيعة ولسنا نعرفها من كتب غيرهم.
فأما قوله كيف قال: لا أتحملها حيا وميتا فحصر الخلافة في العدد المخصوص ثم رتبها ذلك الترتيب، إلى أن آلت إلى [اختيار] عبد الرحمن وحده! فنقول في جوابه: إنه كان يحب إلا يستقل وحده بأمر الخلافة، وأن يشاركه في ذلك غيره من صلحاء المهاجرين ليكون أعذر عند الله تعالى وعند الناس وإذا كان قد وضع الشورى على ذلك الوضع المخصوص فلم يتحملها استقلالا، بل شركه فيها غيره، فهو أقل لتحمله أمرها لو كان عين على واحد بعينه.
وأما حديث القتل فليس مراده إلا شق العصا ومخالفة الجماعة والتوثب على الامر مغالبة.
وقول المرتضى: لو كان ذلك من أول يوم لوجب أن يمنع فاعله ويقاتل، فأي معنى لضرب الأيام الثلاثة آجلا! فإنه يقال له: إن الاجل المذكور لم يضرب لقتل من يشق العصا وإنما ضرب لإبرامهم الامر وفصله قبل أن تتطاول الأيام بهم، ويتسامع من بعد عن دار الهجرة أن الخليفة قد قتل، وأنهم مضطربون إلى الان، لم يقيموا لأنفسهم خليفة بعده فيطمع أهل الفساد والدعارة (1) ولا يؤمن وقوع الفتن

(1) الدعارة (بالفتح والكسر): الخبث والشر.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281