ذكره المؤرخون أنه قال: ما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وإنما غاب عنا كما غاب موسى عن قومه وسيعود فتقطع أيدي رجال وأرجلهم ممن أرجف بموته وهذه الرواية تخالف ما ذكره المرتضى.
فأما قوله: وكيف حمل معنى قوله: (ليظهره على الدين كله) وقوله ﴿وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا﴾ (1) على أن ذلك لا يكون في المستقبل! فقد بينا الشبهة الداخلة عليه في ذلك وكونه ظن أن ذلك يكون معجلا على الفور وكذلك قوله (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) (1) فإنه ظن أن هذا العموم يدخل فيه رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه سيد المؤمنين وسيد الصالحين أو أنه لفظ عام والمراد به رسول الله وحده كما ورد في كثير من آيات القرآن مثل ذلك فظن أن هذا الاستخلاف في جميع الأرض وتبديل الخوف بالأمن إنما هو على الفور لا على التراخي وليست هذه الشبهة بضعيفة جدا كما ظن المرتضى بل هي موضع نظر.
فأما قوله (كيف لم يؤمن بموته لما رأى من كآبة الناس وحزنهم!) فلان الناس يبنون الامر على الظاهر وعمر نظر في أمر باطن دقيق فأعتقد أن الرسول لم يمت وإنما ألقى شبهة على غيره كما ألقى شبه عيسى على غيره فصلب وعيسى قد رفع ولم يصلب واعلم أن أول من سن لأهل الغيبة من الشيعة القول بأن الامام لم يمت ولم يقتل وإن كان في الظاهر وفى مرأى العين قد قتل أو مات إنما هو عمر ولقد كان يجب على المرتضى وطائفته أن يشكروه على ما أسس لهم من هذا الاعتقاد.