وروى عمر بن ميمون قال لما طعن عمر دخل عليه كعب الأحبار فقال ﴿الحق من ربك فلا تكونن من الممترين﴾ (1) قد أنبأتك أنك شهيد فقال من أين لي بالشهادة وأنا بجزيرة العرب!.
وروى ابن عباس قال: لما طعن عمر وجئته بخبر أبى لؤلؤة أتيته والبيت ملآن فكرهت أن أتخطى رقابهم - وكنت حديث السن - فجلست وهو مسجى وجاء كعب الأحبار وقال لئن دعا أمير المؤمنين ليبقيه الله لهذه الأمة حتى يفعل فيها كذا وكذا! حتى ذكر المنافقين فيمن ذكر فقلت: أبلغه ما تقول: قال: ما قلت إلا وأنا أريد أن تبلغه فتشجعت وقمت فتخطيت رقابهم حتى جلست عند رأسه وقلت إنك أرسلتني بكذا إن عبد المغيرة قتلك وأصاب معك ثلاثة عشر إنسانا وإن كعبا هاهنا وهو يحلف بكذا فقال ادعو إلى كعبا فدعى فقال: ما تقول؟ قال: أقول كذا قال لا والله لا أدعو ولكن شقي عمر إن لم يغفر الله له.
وروى المسور بن مخرمة أن عمر لما طعن أغمي عليه طويلا فقيل إنكم لم توقظوه بشئ مثل الصلاة إن كانت به حياة! فقالوا! الصلاة يا أمير المؤمنين، الصلاة قد صليت! فانتبه فقال: الصلاة لاها الله لا أتركها لاحظ في الاسلام لمن ترك الصلاة! فصلى وإن جرحه لينثعب (2) دما.
وروى المسور بن مخرمة أيضا قال: لما طعن عمر جعل يألم ويجزع فقال ابن عباس: ولا وكل ذلك يا أمير المؤمنين لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض وصحبت أبا بكر وأحسنت صحبته وفارقك وهو عنك راض ثم صحبت المسلمين فأحسنت إليهم وفارقتهم وهم عنك راضون