شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٩١
وروى عمر بن ميمون قال لما طعن عمر دخل عليه كعب الأحبار فقال ﴿الحق من ربك فلا تكونن من الممترين﴾ (1) قد أنبأتك أنك شهيد فقال من أين لي بالشهادة وأنا بجزيرة العرب!.
وروى ابن عباس قال: لما طعن عمر وجئته بخبر أبى لؤلؤة أتيته والبيت ملآن فكرهت أن أتخطى رقابهم - وكنت حديث السن - فجلست وهو مسجى وجاء كعب الأحبار وقال لئن دعا أمير المؤمنين ليبقيه الله لهذه الأمة حتى يفعل فيها كذا وكذا! حتى ذكر المنافقين فيمن ذكر فقلت: أبلغه ما تقول: قال: ما قلت إلا وأنا أريد أن تبلغه فتشجعت وقمت فتخطيت رقابهم حتى جلست عند رأسه وقلت إنك أرسلتني بكذا إن عبد المغيرة قتلك وأصاب معك ثلاثة عشر إنسانا وإن كعبا هاهنا وهو يحلف بكذا فقال ادعو إلى كعبا فدعى فقال: ما تقول؟ قال: أقول كذا قال لا والله لا أدعو ولكن شقي عمر إن لم يغفر الله له.
وروى المسور بن مخرمة أن عمر لما طعن أغمي عليه طويلا فقيل إنكم لم توقظوه بشئ مثل الصلاة إن كانت به حياة! فقالوا! الصلاة يا أمير المؤمنين، الصلاة قد صليت! فانتبه فقال: الصلاة لاها الله لا أتركها لاحظ في الاسلام لمن ترك الصلاة! فصلى وإن جرحه لينثعب (2) دما.
وروى المسور بن مخرمة أيضا قال: لما طعن عمر جعل يألم ويجزع فقال ابن عباس: ولا وكل ذلك يا أمير المؤمنين لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله فأحسنت صحبته ثم فارقته وهو عنك راض وصحبت أبا بكر وأحسنت صحبته وفارقك وهو عنك راض ثم صحبت المسلمين فأحسنت إليهم وفارقتهم وهم عنك راضون

(١) سورة البقرة ١٤٧ (2) ينثعب: يسيل.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281