به من عذاب الله قبل أن ألقاه أو أراه.
وفي رواية قال فأنكرنا الصوت وإذا عبد الرحمن بن عوف وقيل طعن أمير المؤمنين فانصرف الناس وهو في دمه مسجى لم يصل الفجر بعد فقيل يا أمير المؤمنين الصلاة! فرفع رأسه وقال لاها الله إذن لاحظ لامرئ في الاسلام ضيع صلاته. ثم وثب ليقوم فانثعب جرحه دما فقال هاتوا لي عمامة فعصب بها جرحه ثم صلى وذكر ثم التفت إلى ابنه عبد الله وقال ضع خدي إلى الأرض يا عبد الله قال عبد الله فلم أعج بها وظننت أنها اختلاس من عقله فقالها مرة أخرى: ضع خدي إلى الأرض يا بنى فلم أفعل فقال الثالثة: ضع خدي إلى الأرض لا أم لك! فعرفت أنه مجتمع العقل ولم يمنعه أن يضعه هو إلا ما به من الغلبة فوضعت خده إلى الأرض حتى نظرت إلى أطراف شعر لحيته خارجة من أضعاف التراب وبكى حتى نظرت إلى الطين قد لصق بعينه فأصغيت أذني لأسمع ما يقول فسمعته يقول يا ويل عمر! وويل أم عمر إن لم يتجاوز الله عنه وقد جاء في رواية أن عليا عليه السلام جاء حتى وقف عليه فقال: ما أحد أحب إلى أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى!
وروى عن حفصة أم المؤمنين، قالت: سمعت أبي يقول في دعائه اللهم قتلا في سبيلك ووفاة في بلد نبيك! قلت: وأنى يكون هذا؟ قال: يأتي به الله إذا شاء ويروى أن كعبا كان يقول له نجدك في كتبنا تموت شهيدا فيقول كيف لي بالشهادة وأنا في جزيرة العرب!.
وروى المقدام بن معد يكرب قال لما أصيب عمر دخلت عليه حفصة ابنته فنادت يا صاحب رسول الله ويا صهر رسول الله ويا أمير المؤمنين! فقال لابنه عبد الله أجلسني فلا صبر لي على ما أسمع فأسنده إلى صدره فقال لها: إني أحرج عليك