وقال ابن عباس أنا أول من أتى عمر حين طعن فقال احفظ عنى ثلاثا فإني أخاف ألا يدركني الناس أما أنا فلم أقض في الكلالة ولم أستخلف على الناس وكل مملوك لي عتيق فقلت له: أبشر بالجنة صاحبت رسول الله صلى الله عليه وآله فأطلت صحبته ووليت أمر المسلمين فقويت عليه وأديت الأمانة قال: أما تبشيرك لي بالجنة فوالله الذي لا إله إلا هو لو أن لي الدنيا بما فيها لافتديت به من هول ما أمامي قبل أن أعلم ما الخبر وأما ما ذكرت من أمر المسلمين فلوددت أن ذلك كان كفافا لا على ولا لي وأما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله فهو ذلك وروى معمر عن الزهري عن سالم عن عبد الله قال دخلت على أبى فقلت:
سمعت الناس يقولون مقالة: - وآليت أن أقولها لك - زعموا أنك غير مستخلف وأنه لو كان لك راعى إبل أو غنم ثم جاءك وتركها رأيت أنه قد ضيع فرعاية الناس أشد فوضع رأسه ثم رفعه فقال إن الله تعالى يحفظ دينه إن لم أستخلف فان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستخلف وإن استخلفت فان أبا بكر قد استخلف فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله وأبا بكر، فعلمت أنه لم يكن يعدل برسول الله صلى الله عليه وآله أحدا وأنه غير مستخلف.
وروى أنه قال وقد أذنت له عائشة في أن يدفن في بيتها إذا مت فاستأذنوها مرة ثانية فان أذنت وإلا فاتركوها فإني أخشى أن تكون أذنت لي لسلطاني فاستأذنوها بعد موته فأذنت.