شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٩٠
وقال ابن عباس أنا أول من أتى عمر حين طعن فقال احفظ عنى ثلاثا فإني أخاف ألا يدركني الناس أما أنا فلم أقض في الكلالة ولم أستخلف على الناس وكل مملوك لي عتيق فقلت له: أبشر بالجنة صاحبت رسول الله صلى الله عليه وآله فأطلت صحبته ووليت أمر المسلمين فقويت عليه وأديت الأمانة قال: أما تبشيرك لي بالجنة فوالله الذي لا إله إلا هو لو أن لي الدنيا بما فيها لافتديت به من هول ما أمامي قبل أن أعلم ما الخبر وأما ما ذكرت من أمر المسلمين فلوددت أن ذلك كان كفافا لا على ولا لي وأما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله فهو ذلك وروى معمر عن الزهري عن سالم عن عبد الله قال دخلت على أبى فقلت:
سمعت الناس يقولون مقالة: - وآليت أن أقولها لك - زعموا أنك غير مستخلف وأنه لو كان لك راعى إبل أو غنم ثم جاءك وتركها رأيت أنه قد ضيع فرعاية الناس أشد فوضع رأسه ثم رفعه فقال إن الله تعالى يحفظ دينه إن لم أستخلف فان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستخلف وإن استخلفت فان أبا بكر قد استخلف فوالله ما هو إلا أن ذكر رسول الله وأبا بكر، فعلمت أنه لم يكن يعدل برسول الله صلى الله عليه وآله أحدا وأنه غير مستخلف.
وروى أنه قال وقد أذنت له عائشة في أن يدفن في بيتها إذا مت فاستأذنوها مرة ثانية فان أذنت وإلا فاتركوها فإني أخشى أن تكون أذنت لي لسلطاني فاستأذنوها بعد موته فأذنت.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281