شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٠٦
عبد الرحمن بن عوف وقال: يا أمير المؤمنين قد أقيم عليه الحد مرة، فلم يلتفت إليه وزبره فأخذته السياط، وجعل يصيح: أنا مريض وأنت والله قاتلي! فلم يرق له حتى استوفى الحد وحبسه ثم مرض شهرا ومات.
* * * وروى الزبير بن بكار، قال: خطب عمر أم كلثوم بنت علي عليه السلام فقال له:
انها صغيرة، فقال زوجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد فقال:
انا أبعثها إليك، فان رضيتها زوجتكها. فبعثها إليه ببرد وقال لها قولي: هذا البرد الذي ذكرته لك. فقالت له ذلك، فقال: قولي له: قد رضيته رضى الله عنك - ووضع يده على ساقها - فقالت له: أتفعل هذا لولا انك أمير المؤمنين لكسرت انفك ثم جاءت أباها فأخبرته الخبر، وقالت بعثتني إلى شيخ سوء! قال: مهلا يا بنية، انه زوجك، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة، وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون فقال: رفئوني (1) رفئوني، قالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ قال تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (كل سبب ونسب وصهر ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي وصهري).
* * * وكتب عثمان إلى أبى موسى: إذا جاءك كتابي هذا فاعط الناس أعطياتهم واحمل ما بقي إلى. ففعل وجاء زيد بن ثابت بالمال فوضعه بين يدي عثمان، فجاء ابن لعثمان، فاخذ منه أستاندانة من فضة، فمضى بها فبكى زيد، قال عثمان: ما يبكيك؟ قال:
اتيت عمر مثل ما أتيتك به، فجاء ابن له فاخذ درهما فامر به فانتزع منه، حتى أبكى

(1) رفأه: إذا قاله له: بالرفاء والبنين.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281