نعم إنما البكاء في أوقات سيرهم إلى الله فإذا صاروا إلى حقائق القرب وذاقوا طعم الوصول زال عنهم ذلك.
* * * واعلم إن اطلاق أمير المؤمنين عليه السلام عليهم لفظه (الولاية) في قوله (يتواصلون بالولاية ويتلاقون بالمحبة) يستدعى الخوض في مقامين جليلين من مقامات العارفين المقام الأول الولاية وهو مقام جليل قال الله تعالى ﴿الا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾ (١) وجاء في الخبر الصحيح عن النبي صلى الله عليه وآله يقول الله تعالى (من آذى لي وليا فقد استحل محارمي وما تقرب إلى العبد بمثل أداء ما فرضت عليه ولا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ولا ترددت في شئ انا فاعله كترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه.
واعلم أن الولي له معنيان أحدهما (فعيل) بمعنى (مفعول) كقتيل وجريح وهو من يتولى الله امره كما قال الله تعالى ﴿إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين﴾ (2) فلا يكله إلى نفسه لحظة عين بل يتولى رعايته.
وثانيهما (فعيل) بمعنى (فاعل) كنذير وعليم وهو الذي يتولى طاعة الله وعبادته فلا يعصيه.
ومن شرط كون الولي وليا الا يعصى مولاه وسيده كما أن من شرط كون النبي