قوله (لك الحجة على ولا حجة لي) لان الله سبحانه قد كلفه بعد تمكينه وأقداره واعلامه قبح القبيح ووجوب الواجب وترديد دواعيه إلى الفعل وتركه وهذه حجة الله تعالى على عباده ولا حجة للعباد عليه لأنه ما كلفهم الا بما يطيقونه ولا كان لهم لطف في أمر الا وفعله.
قوله (لا أستطيع أن آخذ الا ما أعطيتني ولا اتقى الا ما وقيتني) لا أستطيع أن ارزق نفسي أمرا ولكنك الرزاق ولا ادفع عن نفسي محذورا من المرض والموت الا ما دفعته أنت عنى.
وقال الشاعر لعمرك ما يدرى الفتى كيف يتقى * نوائب هذا الدهر أم كيف يحذر يرى الشئ مما يتقى فيخافه (1) * وما لا يرى مما يقي الله أكثر وقال عبد الله بن سليمان بن وهب:
كفاية الله أجدى من توقينا * وعادة الله في الأعداء تكفينا كاد الأعادي فما أبقوا ولا تركوا * عيبا وطعنا وتقبيحا وتهجينا ولم نزد نحن في سر وفى علن * على مقالتنا الله يكفينا وكان ذاك - ورد الله حاسدنا * بغيظه - لم ينل مأموله فينا.
قوله عليه السلام: (أن افتقر في غناك) موضع الجار والمجرور نصب على الحال (وفي) متعلقه بمحذوف والمعنى أن افتقر وأنت الموصوف بالغنى الفائض على الخلق وكذلك قوله (أو أضل في هداك) معناه أو أضل وأنت ذو الهداية العامة للبشر كافه وكذلك (أو أضام في سلطانك) كما يقول المستغيث إلى السلطان كيف أظلم في عدلك.
.