حبس الشبلي في المارستان بين المجانين فدخل عليه جماعة فقال من أنتم قالوا محبوك أيها الشيخ فاقبل يرميهم بالحجارة ففروا فقال إذا ادعيتم محبتي فاصبروا على بلائي.
كتب يحيى بن معاذ إلى أبى يزيد البسطامي قد سكرت من كثرة ما شربت من كأس محبته فكتب إليه أبو يزيد غيرك شرب بحور السماوات والأرض ومروي بعد ولسانه خارج ويقول هل من مزيد.
ومن شعرهم في هذا المعنى عجبت لمن يقول ذكرت ربى * وهل أنسى فاذكر ما نسيت شربت الحب كأسا بعد كأس * فما نفد الشراب ولا رويت ويقال إن الله تعالى أوحى إلى بعض الأنبياء إذا اطلعت على قلب عبد فلم أجد فيه حب الدنيا والآخرة ملأته من حبى وقال أبو علي الدقاق إن في بعض الكتب المنزلة عبدي انا وحقك لك محب فبحقي عليك كن لي محبا.
وقال عبد الله بن المبارك من أعطى قسطا من المحبة ولم يعط مثله من الخشية فهو مخدوع.
وقيل المحبة ما تمحو أثرك وتسلبك عن وجودك.
وقيل المحبة سكر لا يصحوا صاحبه الا بمشاهدة محبوبه ثم إن السكر الذي يحصل عند المشاهدة لا يوصف وأنشد فاكسر القوم دور كأس * وكان سكرى من المدير وكان أبو علي الدقاق ينشد كثيرا