شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١١ - الصفحة ٤٠
الشرح:
الكلام في تفسير الألفاظ الأصولية وهي العام والخاص والناسخ والمنسوخ والصدق والكذب والمحكم والمتشابه موكول إلى فن أصول الفقه وقد ذكرناه فيما أمليناه من الكتب الأصولية والإطالة بشرح ذلك في هذا الموضع مستهجنة.
قوله عليه السلام: (وحفظا ووهما) الهاء مفتوحة وهي مصدر وهمت بالكسر أوهم أي غلطت وسهوت وقد روى (وهما) بالتسكين وهو مصدر وهمت بالفتح أوهم إذا ذهب وهمك إلى شئ وأنت تريد غيره والمعنى متقارب.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم فليتبوأ مقعده من النار كلام صيغته الامر ومعناه الخبر كقوله تعالى ﴿قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا﴾ (1) وتبوأت المنزل نزلته وبوأته منزلا أنزلته فيه والتأثم الكف عن موجب الاثم والتحرج مثله واصله الضيق كأنه يضيق على نفسه.
ولقف عنه تناول عنه.
وجنب عنه اخذ عنه جانبا.
و (إن) في قوله (حتى إن كانوا ليحبون) مخففة من الثقيلة ولذلك جاءت اللام في الخبر.
والطارئ بالهمز الطالع عليهم طرا أي طلع وقد روى (عللهم) بالرفع عطفا على (وجوه) وروى بالجر عطفا على (اختلافهم)

(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست