خمسون الف سيف فقال ما الخبر قال إن الجيش بأسره قد أحدق به وهو قاعد بينهم على الأرض تحته نطع وهو مطرق والبارقة تلمع على رأسه يقولون لئن لم تعد الأشتر قتلناك قال ويحكم فما سبب ذلك قالوا رفع المصاحب قال والله لقد ظننت حين رايتها رفعت انها ستوقع فرقة وفتنة.
ثم كر راجعا على عقبيه فوجد أمير المؤمنين عليه السلام تحت الخطر قد ردده أصحابه بين أمرين يسلموه إلى معاوية أو يقتلوه ولا ناصر له منهم الا ولداه وابن عمه ونفر قليل لا يبلغون عشرة فلما رآهم الأشتر سبهم وشتمهم وقال ويحكم أبعد الظفر والنصر صب عليكم الخذلان والفرقة يا ضعاف الأحلام يا أشباه النساء يا سفهاء العقول فشتموه وسبوه وقهروه وقالوا المصاحف المصاحف والرجوع إليها لا نرى غير ذلك فأجاب أمير المؤمنين عليه السلام إلى التحكيم دفعا للمحذور الأعظم بارتكاب المحظور الأضعف فلذلك قال (كنت أميرا فأصبحت مأمورا وكنت ناهيا فصرت منهيا) وقد سبق من شرح حال التحكيم وما جرى فيه ما يغنى عن اعادته