الشرح:
لقائل أن يقول (لو قال ما غرك بربك العزيز أو المنتقم) أو نحو ذلك لكان أولى لان للانسان المعاتب أن يقول غرني كرمك الذي وصفت به نفسك.
وجواب هذا أن يقال إن مجموع الصفات صار كشئ واحد وهو الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك والمعنى ما غرك برب هذه صفته وهذا شانه وهو قادر على أن يجعلك في أي صورة شاء فما الذي يؤمنك من أن يمسخك في صورة القردة والخنازير ونحوها من الحيوانات العجم ومعنى الكريم هاهنا الفياض على المواد بالصور ومن هذه صفته ينبغي أن يخاف منه تبديل الصورة.
قال عليه السلام (أدحض مسؤول حجه) المبتدا محذوف والحجة الداحضة الباطلة.
والمعذرة بكسر الذال العذر.
ويقال لقد أبرح فلان جهالة وأبرح لؤما وأبرح شجاعة وأتى بالبرح من ذلك أي بالشديد العظيم ويقال هذا الامر أبرح من هذا أي أشد وقتلوه أبرح قتل وجهالة منصوب على التمييز.
وقال القطب الراوندي مفعول به قال معناه جلب جهالة إلى نفسه وليس بصحيح وأبرح لا يتعدى هاهنا وإنما يتعدى (أبرح) في موضعين أحدهما أبرحه الأمر أي أعجبه والاخر أبرح زيد عمرا أي أكرمه وعظمه.
قوله (ما جراك) بالهمزة وفلان جرئ القوم أي مقدمهم.
وما انسك بالتشديد وروى (ما آنسك) بالمد كلاهما من أصل واحد وتأنست