وقال أبو حاتم الأعرج لان أحرم الدعاء أشد على من أن أحرم الإجابة.
وقال قوم بل السكوت والخمود تحت جريان الحكم والرضا بما سبق من اختيار الحكيم العالم بالمصالح أولى ولهذا قال الواسطي اختيار ما جرى لك في الأزل خير لك من معارضة الوقت.
وقال النبي صلى الله عليه وآله اخبارا عن الله تعالى (من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين).
وقال قوم يجب أن يكون العبد صاحب دعاء بلسانه وصاحب رضا بقلبه ليأتي بالامرين جميعا.
وقال قوم إن الأوقات تختلف ففي بعض الأحوال يكون الدعاء أفضل من السكوت وفي بعض الأحوال يكون بالعكس وإنما يعرف هذا في الوقت لان علم الوقت يحصل في الوقت فإذا وجد في قلبه الإشارة إلى الدعاء فالدعاء أولى وإن وجد بقلبه الإشارة إلى السكوت فالسكوت له أتم وأولى.
وجاء في الخبر (إن الله يبغض العبد فيسرع إجابته بغضا لسماع صوته وانه يحب العبد فيؤخر إجابته حبا لسماع صوته).
* * * ومن أدب الدعاء حضور القلب فقد روى عنه صلى الله عليه وآله (إن الله لا يستجيب دعاء قلب لاه).
ومن شروط الإجابة طيب الطعمة وحل المكسب قال صلى الله عليه وآله لسعد بن أبي وقاص (أطب كسبك تستجب دعوتك).