وينبغي أن يكون الدعاء بعد المعرفة قيل لجعفر بن محمد الصادق عليه السلام ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا قال لأنكم تدعون من لا تعرفونه.
كان صالح المري يقول كثيرا ادعوا فمن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له فقالت له رابعة العدوية ماذا تقول أغلق هذا الباب حتى يستفتح فقال صالح شيخ جهل وامرأة علمت.
وقيل فائدة الدعاء اظهار الفاقة من الخلق والا فالرب يفعل ما يشاء.
وقيل دعاء العامة بالأقوال ودعاء العابد بالافعال ودعاء العارف بالأحوال.
وقيل خير الدعاء ما هيجه الأحزان والوجد.
وقيل أقرب الدعاء إلى الإجابة دعاء الاضطرار لقوله تعالى (امن يجيب المضطر إذا دعاه).
قال أصحاب هذه الطريقة السنة المبتدئين أرباب الإرادة منطلقة بالدعاء والسنة المحققين الواصلين قد خرست عن ذلك.
وكان عبد الله بن المبارك يقول ما دعوته منذ خمسين سنة ولا أريد أن يدعو لي أحد.
وقيل الدعاء سلم المذنبين.
وقال من قال بنقيض هذا الدعاء مراسلة وما دامت المراسلة باقية فالامر جميل بعد.
وقالوا السنة المذنبين دموعهم.
وكان أبو علي الدقاق يقول إذا بكى المذنب فقد راسل الله.
وفي معناه أنشدوا:
دموع الفتى عما يجن تترجم * وأنفاسه تبدين ما القلب يكتم.