وقال بعضهم لبعض العارفين ادع لي فقال كفاك من الإجابة الا تجعل بينك وبينه واسطة.
* * * ومنها التأسي قال سبحانه ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه﴾ (1) أي في مصابه وما نيل منه في نفسه وفي أهله يوم أحد فلا تجزعوا إن أصيب بعضكم.
وجاء في الحديث المرفوع لا تنظروا إلى من فوقكم وانظروا إلى من دونكم فإنه أجدر الا تزدروا نعم الله عليكم.
وقالت الخنساء ترثى أخاها:
ولولا كثرة الباكين حولي * على إخوانهم لقتلت نفسي (2) وما يبكون مثل أخي ولكن * أعزي النفس عنه بالتأسي.
وحقيقة التأسي تهوين المصائب والنوائب على النفس بالنظر إلى ما أصاب أمثالك ومن هو ارفع محلا منك.
وقد فسر العلماء قوله تعالى (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون) (3) قال إنه لا يهون على أحد من أهل النار عذابه وإن تأسي بغيره من المعذبين لان الله تعالى جعل لهم التأسي نافعا في الدنيا ولم يجعله نافعا لأهل النار مبالغة في تعذيبهم ونفيا لراحة تصل إليهم.