أن تصنع! قال: أقتل عليا، قال هبلتك الهبول، لقد جئت شيئا إدا! كيف تقدر على ذلك!
فاستبعد أن يتم لابن ملجم ما عزم عليه، ورآه مراما وعرا. والامر في هذا وأمثاله مسند إلى غلبات الظنون، فمن غلبت على ظنه السلامة مع الاسترسال لم يجب عليه الاحتراس، وإنما يجب الاحتراس على من يغلب على ظنه العطب إن لم يحترس.
فقد بان بما أوضحناه فساد قول من قال: إن تدبيره عليه السلام وسياسته لم تكن صالحة، وبان أنه أصح الناس تدبيرا وأحسنهم سياسة، وإنما الهوى والعصبية لا حيلة فيهما!