شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٣٦
عليك أمر إلا عرفت ما فيه ما لم تر نواصي الخيل! قال: ما خبرك؟ فأعلمه، فقال: (قد بين الصبح لذي عينين)، هذا رجل قد أخذت عليه العهود ألا يكلمكم، ولا يرسل إليكم، وأنه قد جاء فأنذركم. أما الحنظلة، فإنه يخبركم أنه قد أتاكم بنو حنظلة وأما الصرة من التراب، فإنه يزعم أنهم عدد كثير، وأما الشوك فيخبركم أن لهم شوكة، وأما الوطب فإنه يدلكم على قرب القوم وبعدهم فذوقوه، فإن كان حلوا حليبا فالقوم قريب، وإن كان قارصا (1) فالقوم بعيد، وإن كان المسيخ (2) لا حلوا ولا حامضا، فالقوم لا قريب، ولا بعيد، فقاموا إلى الرطب فوجدوه حليبا، فبادروا الاستعداد، وغشيتهم الخيل فوجدتهم مستعدين (3).
ومن الكنايات، (4 بل الرموز الدقيقة 4)، ما حكى أن قتيبة بن مسلم دخل على الحجاج وبين يديه كتاب قد ورد إليه من عبد الملك، وهو يقرؤه، ولا يعلم معناه، وهو مفكر، فقال: ما الذي أحزن الأمير؟ قال: كتاب ورد من أمير المؤمنين، لا أعلم معناه؟ فقال:
إن رأى الأمير إعلامي به! فناوله إياه، وفيه: (أما بعد، فإنك سالم، والسلام).
فقال قتيبة: ما لي إن استخرجت لك ما أراد به؟ قال: ولاية خراسان، قال: إنه ما يسرك أيها الأمير، ويقر عينك، إنما أراد قول الشاعر:
يديرونني عن سالم وأديرهم وجلدة بين العين والأنف سالم (5) أي أنت عندي مثل سالم عند هذا الشاعر، فولاه خراسان (6).
حكى الجاحظ في كتاب،، البيان والتبيين،، قال: خطب الوليد بن عبد الملك فقال:

(1) القارص: اللبن الحامض.
(2) المسيخ: الذي لا طعم له.
(3) كنايات الجرجاني 80 (4 - 4) ساقط من ا، ج (5) البيت في اللسان 15: 191، ونسبه إلى عبد الله بن عمر، يقوله في ابنه سالم.
(6) كنايات الجرجاني 82
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175