أنجد فقد أصابها أبى، فخرجت تشبهني، فقال: بل أنجد أبى، يريد بل أبى أصاب أمك فوجدها بغيا.
قال عبد الله بن سوار: كنا على مائدة إسحاق بن عيسى بن علي الهاشمي، فأتينا بحريرة قد عملت بالسكر والسمن والدقيق، فقال (1) معد بن غيلان العبدي: يا حبذا السخينة، ما أكلت أيها الأمير سخينة ألذ من هذه، فقال: إلا أنها تولد الرياح في الجوف كثيرا، ولا هكذا! إن المعايب لا تذكر على الخوان.
أراد معد ما كانت العرب تعير به قريشا في الجاهلية من أكل السخينة (2)، وقد قدمنا ذكره، وأراد إسحاق بن عيسى ما يعير به عبد القيس من الفسو، قال الشاعر:
وعبد القيس مصفر لحاها * كان فساءها قطع الضباب.
وكان سنان (3) بن أحمس النميري، يساير الأمير عمر بن هبيرة الفزاري، وهو على له، فتقدمت البغلة على فرس الأمير، فقال: اغضض (4) بغلتك يا سنان، فقال: أيها الأمير، إنها مكتوبة، فضحك الأمير.
أراد عمر بن هبيرة قول جرير:
فغض الطرف إنك من نمير * فلا كعبا بلغت ولا كلابا.
وأراد سنان قول ابن دارة (5):
لا تأمنن فزاريا خلوت به * على قلوصك واكتبها بأسيار.