وقال هانئ قبيصة النميري: يا أمير المؤمنين، قال: وما هو؟ قال قول جرير:
فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا (1) كان النميري يا أمير المؤمنين، إذا قيل له: ممن أنت؟ قال: من نمير، فصار يقول بعد هذا البيت: (من عامر بن صعصعة) (2).
إذا ذلك ما يروى أن النجاشي لما هجا بنى العجلان بقوله (3):
إذا الله عادى أهل لؤم وقلة * فعادي بنى العجلان رهط ابن مقبل (4) قبيلة لا يغدرون بذمة * ولا يظلمون الناس حبة خردل ولا يردون الماء إلا عشية * إذا صدر الوراد عن كل منهل وما سمى العجلان إلا لقوله: * خذ القعب فاحلب أيها العبد أعجل (5) فكان الرجل منهم إذا سئل عن نسبة يقول: من بنى كعب، وترك أن يقول: (عجلاني).
وكان عبد الملك بن عمير القاضي، يقول: والله إن التنحنح والسعال ليأخذني وأنا في الخلاء فأرده، حياء من قول القائل:
إذا ذات دل كلمته لحاجة * فهم بأن يقضى تنحنح أو سعل