شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٢٥٣
لهم الامر فادخر لهم بما أحدثوا لعبادك العذاب الأليم.
ثم مضى، ومضى معه أصحابه، فدنا من عمرو بن العاص، فقال: يا عمرو، بعت دينك بمصر! فتبا لك! وطالما بغيت للاسلام عوجا (1).
ثم قال: اللهم إنك تعلم أنى لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر، لفعلت.
اللهم، إنك تعلم أنى لو أعلم أن رضاك أن أضع ظبة سيفي في بطني ثم أنحني عليه، حتى يخرج من ظهري لفعلت، اللهم إني أعلم مما علمتني أنى لا أعمل عملا صالحا هذا اليوم، هو أرضى من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم اليوم عملا هو أرضى لك منه لفعلته (2).
قال نصر: وحدثني عمرو بن سعيد، عن الشعبي، قال: نادى عمار عبد الله بن عمرو ابن العاص، فقال له: بعت دينك بالدنيا من عدو الله، وعدو الاسلام معاوية، وطلبت هوى أبيك الفاسق، فقال: لا، ولكني أطلب بدم عثمان الشهيد المظلوم، قال: كلا، أشهد على علمي فيك أنك أصبحت لا تطلب بشئ من فعلك وجه الله، وأنك إن لم تقتل

(1) في صفين بعدها: ثم حمل عمار وهو يقول:
صدق الله وهو للصدق أهل * وتعالى ربى وكان جليلا رب عجل لي شهادة بقتل * في الذي قد أحب قتلا جميلا مقبلا غير مدبر إن للقتل على كل ميتة تفضيلا إنهم عند ربهم في جنان * يشربون الرحيق والسلسبيلا من شراب الأبرار خالطه المسك وكأسا مزاجها زنجبيلا (2) صفين 361 - 363
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 » »»
الفهرست